في Mad Max ستجد نفسك في عالم إفتراضي شاسع كعادة العاب Avalanche يتضمن عشرات الأنشطة الجانبية التي ستبقيك مشغولا لعشرات الساعات حرفيا والعديد من الأدوات المبتكرة والمميزة التي تخدم اسلوب اللعب، في نفس الوقت، تسير اللعبة على نفس نهج العاب شركة WB الأخيرة، بيئة مقسمة الى مناطق مختلفة، لكل منطقة زعيم يتحكم فيها والعديد من المخاطر والفخاخ والمعكسرات التي تحتاج للسيطرة عليها لفتح المزيد من التخصيصات سواء لشخصية ماكس أو لسيارته.
كون الأنشطة المتاحة داخل عالم اللعبة عديدة جعل هناك تفاوت كبير في متعتها، فعلى الرغم من استمتاعي بكل لحظة قضيتها في إختراق حصن أو مطاردة سيارة تحمل الوقود تحرسها مجموعة من شاحنات الـ Metal Grinder المدمرة أو استكشاف مقبرة أختفت ملامحها بين رمال الصحراء، شعرت بالملل والأحباط بسبب حاجتي لتدمير أبراج القناصة وقاذفات اللهب أو استكشاف الألغام أكثر من مرة للحصول على قطع الخردة لتطوير قدرات ماكس أو لتقليل مستوى الخطر المحيط بالمنطقة بهدف فتح المزيد من التخصيصات وخيارات التعديل.
اعرف قصتها قبل تبدأ
في البداية تم تقديم “ماكس” للاعبين بعد أن فقد سيارته ليلتقي بشخص متخصص في السيارات يدعى Chumbucket يتعاون معه في سبيل بناء سيارة قوية قادرة على الفتك بخصومه، وتساعده في الوصول للمزيد من الموارد وقطع الغيار لبناء السيارة المثالية لعبور منطقة Plains of Silence، وهناك سيجد ماكس الحرية التي لطالما بحث عنها، أو الموت المحقق الذي سينهي معاناته.
أسلوب اللعب يعتمد على ركنين أساسيين هما الإشتباكات اليدوية ومعارك ومطاردات السيارات، كلا الأسلوبين يكمل بعضهما البعض وغالبية المهمات تجمع بينهما سويا بشكل مبهر، نظام المعارك في Mad Max وحشي وعنيف بطريقة لا يمكن تخيلها ويعكس طبيعة شخصية “ماكس” العنيفة والتي يمكن التعرف عليها من خلال ضرباته المتتالية لخصومه أو حركات الإنهاء المبتكرة التي اعتبرها من اعنف أساليب القتال اليدوية الموجودة في أي لعبة مؤخرا، حتى وأن تمت مقارنة العنوان بالألعاب التي قدمت نفس اسلوب اللعب من قبل كباتمان و Shadow of Mordor.
أهم شيء تضبط سيارتك
على الجانب الأخر امتازت معارك السيارات بالسرعة والمطاردات المثيرة وصعوبة التغلب على تجمعات الأعداء سواء مررت بطريق يقومون بحراسته، أو شاءت الأقدار أن تعترض طريق قافلة تنقل الوقود من منطقة لأخرى وتحرسها مجموعة من السيارات المجهزة بشكل ممتاز لمثل هذه الحالات، تلك المواقف التي تحدث صدفة بدون تخطيط مسبق وضعتني بين خيارين لا ثالث لهما.
أما تحديث سيارتي وفتح المزيد من التخصيصات كدرع واقي يمنع مقاتلي الـSkrappa والـRoad Dogs من القفز عليها وطعني، أو الفرار وعدم الاستمرار في تحدي سينتهي دوما بخسارتي طالما لا أمتلك الإمكانيات المطلوبة، رغم ذلك تظل مطاردات السيارات ممتعة ومجزية من حيث قطع الخردة التي تحصل عليها في مقابل تدمير شاحنات الأعداء، أو في ربطها بطريقة احترافية بخيارات التخصيص لإرغام اللاعب على تطوير قدرات سيارة الـ Magnum Opus ويعيبها كاميرا التصوير التي لا تتغير تلقائيا في الزوايا والمنحنيات وتجعل من الصعب في بعض الأوقات إكمال المطاردة بشكل ناجح.
هل هي عالم المفتوح ممتع؟
توفر “ماد ماكس” أكثر من خيار في التعامل مع كل مهمة، فهناك دوما خيارات عديدة لأختراق المناطق المحصنة مثل استخدام معدات السيارة في تدمير البوابة الرئيسية لحصن ما بالأعتماد على الرمح إذا كانت ضعيفة أو الـThunderpoon لتفجير مخازن الوقود وإحداث الفوضى بين صفوف الأعداء، كذلك يمتلك ماكس سلاح قنص للتخلص من القناصة الذين ينتشرون بكثرة على الطرق وبجوار المعسكرات، هناك خيار أخر أسهل وأقل فوضوية من خلال استكشاف المنطقة بشكل جيد والأستماع الى نصائح عابري السبيل الذين يتواجدون قرب كل منطقة محصنة لتزويدك بالتفاصيل الكافية، في البداية اعتمدت على اكتشاف نقط الضعف واختراقها للتطرق للمعارك اليدوية الممتعة، وفي أوقات اخرى تقوم السيارة بالمهمة على أكمل وجه وبشكل أسرع مما تخيلت.
“ماكس” ايضا يمتلك عدد لا بأس به من الأدوات والأسلحة التي يعتمد عليها بشكل رئيسي طوال أحداث العنوان، كالسلاح الناري الذي استخدمته بحرص شديد لقلة الذخيرة وصعوبة العثور عليها في البداية، والمنظار الذي وفر لي الافضلية في أستكشاف مناطق تمركز الأعداء عن بعد لدراسة الموقف قبل الهجوم، بالإضافة للمصباح الذي لاغنى عنه في استكشاف الكهوف والمقابر والمناطق المدفونة تحت الرمال.
أشياء أخرى جانبية غير القصة
عالم اللعبة الإفتراضي ضخم جدا ويشمل انشطة لا حدود لها في كل شبر، ليست جميعها بنفس الجودة ولكنها كافية للبقاء أطول فترة ممكنة في استكشاف واحدا من افضل البيئات المقتبسة من أفلام السينما، على مرمى البصر ستجد العديد من الأماكن المهجورة والسيارات المدمرة وبقايا الطرق التي غطتها العواصف الرملية، معسكرات صغيرة تستحق الاستكشاف سريعا للعثور على الخردة أو احدى الصور أو الملاحظات التي تعيد لبطلنا ذكريات فقدانه لعائلته، وكيف كان يبدو العالم في شكله القديم.
في نفس الوقت ستفاجيء من حجم التغييرات التي تطرأ على البيئة بشكل مفاجيء، ففي لمح البصر قد تجد السماء الصافية والشمس الساطعة تتحول فجأة الى ظلام دامس بسبب عاصفة رملية مدمرة مصحوبة ببرق ورعد مميت إذا اصاب السيارة ومجزي إذا تمكنت من الهروب منه والخروج بحياتك سالما، وفي أوقات اخرى هناك اعاصير بسيطة قد تجعل من المحال استكشاف منطقة ما إلا بعد إنتهائها، وإذا كان السطح مصمم بطريقة رائعة بصريا، كانت الأنفاق والكهوف والمناطق الموجودة تحت الارض أكثر تفصيلا وغموضا وتستحق كل لحظة ستقضيها في استكشافها.
فائدة عملة “الخردة”!
العملة الأساسية في اللعبة هي الخردة، يصعب في البداية العثور عليها بالشكل الكافي لتطوير قدرات ماكس والسيارة، ولكنها ترغم اللاعب على اكتشاف العديد من الأماكن والتجول أكثر في البيئة والتعرف علىها بشكل أفضل وفي أوقات كثيرة أصابني الملل بسبب تلك الجزئية وحاجتي لقطع الخردة لفتح المزيد من خيارات التخصيص وأستكمال مهمة ما، وبذكر التخصيص، تعتبر Mad Max واحدة من أضخم وأعمق الألعاب التي وفرت نظام تخصيص محكم مرتبط بباقي عناصر اللعبة، كل شيء داخل اللعبة تقريبا قابل للتعديل والتطوير سواء سيارة ماكس أو المعدات والأسلحة التي يعتمد عليها، ويمتد الأمر ليشمل مظهره ايضا، حتى المعكسرات والأماكن التي يتخذها كمأوى له يمكن تطويرها من خلال البحث عن تصميمات مخفية داخل عالم اللعبة لأمداد ماكس بالمؤن كلما عاد لتلك المنطقة بشكل تلقائي.
موسيقى اللعبة التصويرية صاخبة نوعا ما وكان من الممكن أن تصبح أفضل من ذلك، ولكن على مستوى الأداء الصوتي وتصميم الشخصيات كان اداء الشخصيات بوجه عام مميز ويساعد على الأندماج أكثر في احداث العنوان خاصة شخصيات “ماكس” و”هوب” و”جريفا” وChumbucket الذي كان مفيدا جدا ليس بصفته ميكانيكي محترف فقط، وانما بفضل المعلومات التي يمتلكها عن الشخصيات والمناطق والسيارات داخل اللعبة.
التعليق بإستخدام حساب جوجل
تعليقات الفيسبوك